نعيش اليوم السادس من رمضان مع كلام الحبيب وحديثه الذى يدعونا للاستقامة وهى قيمة أخلاقية تشتمل على معانى كفيلة بتحقيق الاستقرار على كافة المستويات من الأسرة إلى المجتمع بأكمله، وكفيلة بتحقيق بيئة عمل تحفز على الإنتاج والإبداع، تتسع الاستقامة لتشمل الوضوح والصدق فى القول والعمل والأمانة والوفاء بالعهود ، والاستقامة صفة ملازمة لأهل الحقيقة ، وهى تعنى أيضا التوسط فى الأمور من الطعام والملبس والإنفاق .
عن أبى عمرو وقبل أبى عمرة سفيان بن عبد الله رضى الله عنه قال: قلت يا رسول قل لى فى الإسلام قولا لا أسال عنه أحدا غيرك، قال: فل أمنت بالله، ثم إستقم (رواه مسلم)
(قوله صلى الله عليه وسلم قل أمنت بالله ثم إستقم ) أى الاستقامة على ما أمرت ونهيت، ولا تراوغ وتلتف لتحل حراما وتحرم حلالا .
والاستقامة ملازمة الطريق بفعل الواجبات وترك المنهيات وفى هذا المعنى يقول الله تعالى
(فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ) هود -112
وقال تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون، نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ولكم فيها ماتشتهى أنفسكم ولكم فيها ماتدعون، نزلا من غفور رحيم)فصلت -30-32
الآيات تبشر أهل الاستقامة بالجنة فإذا كان يوم القيامة تلازمهم الملائكة قائلين نحن الحفظة لأعمالكم فى الدنيا وقرنائكم لن نترككم حتى تدخلوا الجنة.
وفى كل ركعة ومع قراءة فاتحة الكتاب ندعو الله تعالى أن يهدينا الطريق المستفيم الذى لانضل بعده أبدا ، ومما يعين على الاستقامة صحبة الأخيار والبعد عن الفاسدين من أهل الشر ومحاسبة النفس واليقين بالله وأنه لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا.
نسأل الله الاستقامة فى القول والعمل.
---------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي
